و نحن نستعد لاستقبال السنة الجديدة، أتذكر السنة المنفرطة و استرجع اول أيامها، تنصيب الحكومة "الملتحية" بما حملته من فرحة البعض و انتكاسة الاخرين. أتذكر الصورة، ربطة عنق بنكيران و جاكيتته الضيقة، ابتسامة الفوز بالرضى الملكي تعلو وجه زوج اخنوش مولات المول، بنعبدلله يتزاحم في الصف الاول، خير ممثل للسلف الشيوعي الصالح، ضريس متأهب لاقتلاع ضروس المحتجين، العنصر يحقق حلمه بدخول ام الوزارات و لو لن يدخل دهاليزها، نزار يتحمل مسؤولية حزبه التاريخية في حماية الانتقال الديمقراطي الأبدي بكل ما تأتى له من نكران الذات (وهو قليل)،...
و أتذكر غطاء رأس الوزيرة الذي يتبع آخر صيحات موضة النمر المقنع. لا تكن سيء الظن، أتذكر من الوزيرة، الوحيدة، غطاء شعرها فقط لا لشيء... الا لانه لم يظهر منها غيره.
"لتكن هذه الحكومة بردا و سلاما على الشعب المغربي"...أتذكر تصريح الرميد و هو يستعد لتحمل المسؤولية الحكومية قبل ان تفضي به الى البكاء في البرلمان. أتذكر تفاؤله الطفولي. كان الأحرى به ان يستجدي العفاريت التي تؤرق نوم رئيسه، لتكون بردا و سلاما على الحكومة.
أتذكر شجاعة الخلفي و استماتته في تحقيق مشروع إعلامي رسمي، يرقى بذوق المشاهدين و يرفع حصة الفقهاء و الأئمة و ما جاورهما في الاعلام الرسمي. أتذكره يهدد بالاستقالة ثم يمرر الكرة على مضض لزميله نبيل ليقفل الموضوع وتمر العاصفة.
أتذكر نبيل بنعبدلله يتجول في أزقة البيضاء القديمة، يكسو وجهه المضيء (و هو لم يكن بعد حاجا) حزن عميق و إرادة أعمق (حتى انها لم تبرز على السطح بعد) لإصلاح الوضع، ترميم ما يمكن ترميمه و إيواء من لم يعد له بيت.
باسمة، الحبيب، المصطفى. أتذكر الثلاثي الذي دعى لحوار مع الجمعيات حول اغتصاب و تزويج القاصرات،على اثر قضية أمينة الفيلالي، فتمخض الجبل ولم يتزحزح عن موقفه قيد شبر، بل ولا زلنا ننتظر الفأر.
محند العنصر، الوزير الرسمي جدا لشرطة اعتدى عليها المواطنون رشقا بالحجارة ثم ما لبثوا ان حطموا منازلهم و ضربوا انفسهم واعتدوا على نسائهم و أمهاتهم، ...حسب الرواية الرسمية جداً.
احب ان اترك لذاكرتي حرية اختيار الذكريات، لكني سئمت رداءة ذكرياتي و احترت بين الضحك و البكاء. ضحكهم على الذقون، ملتحية ام صلعاء على السواء، و دموع التماسيح الخفية.
وددت لو تركت الذكريات تذبل و يغمرها النسيان، لكني..."فجأة"...تذكرت شباط و لشگر، وكأن ذاكرتي تهمس لي بان سنة 2012 وذكرياتها الجميلة ستتبد لتترك مجالا لمستقبل اجمل.
2013 ربما تكون سنة عودة الكثلة، التي ما لبث وزنها و حنكتها يكبران يوما بعد يوم، للحكومة "المحتالة" (مع تصرف طفيف في ترتيب الحروف) فتكون بردا و سلاما على العفاريت و التماسيح.
تبددت الذكريات و تركت المجال لمخيلتي لتحلم بالغد. أغمضت عيني..."و شبعت غير ضحك".